#تقرير | أنفاق وأحزمة ناسفة داخل "#الهول" أكبر مخيم اعتقال لـ #داعش في #سوريا

عربي و دولي

الآن - وكالات 753 مشاهدات 0


تتفاقم المشكلات والعقبات الأمنية في مخيم الهول، الواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، والقريب من الحدود العراقية، إلى درجة التهديد بالانفجار الحتمي. وكقنبلة موقوتة، يبرز أكبر مخيمات الاعتقال بأخطاره الجاثمة، لما يضمه من آلاف عائلات عناصر تنظيم "داعش" (2013 - 2019).

وأنهت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عملية أمنية، حملت عنوان "الإنسانية والأمن"، واستمرت 10 أيام في مخيم "الهول". وأعلنت القوة المشاركة بالحملة أنها لن تتوقف عن مكافحة أفراد "داعش"، التي أسفرت عن القبض على 85 مرتزقاً من عناصر التنظيم المتشدد ومتعاونين معهم. وكان لافتاً العثور بالمخيم على أسلحة، من بينها ثمانية قطع رشاش كلاشينكوف، وأربعة ألغام، وحزامين ناسفين، كما عثر على 25 صاعقاً للتفجير، وقذيفة (أر بي جي) واحدة، وكميات من الذخيرة والعتاد العسكري والمواد المخدرة، وتدمير خمسة أنفاق.

وتحدث بيان قوات "قسد" عن تدني مستوى الاهتمام الدولي تجاه ملف خطر ومتفاقم، لاسيما من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية، مما يجعل حل هذه المعضلة أمراً بالغ الصعوبة، ويترك "الإدارة الذاتية" ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وحيدة في تحمل الأعباء كافة المتعلقة بمنع تعاظم الخطر الإرهابي في مخيم الهول.

استمرار الحملات

وليست هذه الحملة الأمنية الأولى من نوعها بل تأتي على غرار حملات سابقة نفذت على مدى سنوات واستهدفت المخيم الذي يضم ما يناهز 50 ألف محتجز، 90 في المئة منهم نساء وأطفال.
وتواصل قوات "قسد" (ائتلاف عسكري يضم قوات كردية وعربية، وأقليات طائفية)، إضافة إلى قوات الأسايش (قوى الأمن الداخلي لدى الإدارة الذاتية الكردية)، تطهير المنطقة في شمال شرقي سوريا.
ولعل من إحدى أبرز النتائج للحملة الأمنية، التي تأتي بدعم من التحالف الدولي، مقتل شخصية قيادية بالتنظيم، ويعتبر الشخصية بصفة "أمير" من الجنسية العراقية برفقة عنصر كان برفقته بعد اشتباك مسلح مع قوات التدخل السريع التابعة لقوى الأمن الداخلي "الأسايش"، أثناء دهم منزل كانا فيه على طريق الخويتلة، بريف الدشيشة بريف الحسكة الجنوبي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "الأمير" الداعشي كان على صلة بتنفيذ 80 عملية اغتيال داخل مخيم الهول وخارجه، مع ضبط كمية كبيرة من الأسلحة بحوزته. يأتي ذلك بالتوازي مع تنفيذ "الأسايش" عمليتين منفصلتين في الثامن من فبراير (شباط) الجاري، في محافظتي الرقة ودير الزور، تمكنت من خلالهما من اعتقال خمسة أفراد متهمين بالانتماء لتنظيم "داعش".
في المقابل أسفر هجوم شنه أفراد من "داعش" على نقاط متفرقة لقوات "قسد" في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، في جبل البصيرة والمحيميدة، عن خسائر مادية وإصابة عنصرين، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا، 29 عملية للتنظيم المتشدد ضمن مناطق نفوذ "الإدارة الذاتية" منذ مطلع العام الحالي، لقي على إثرها 15 شخصاً مصرعهم، من بينهم 12 عنصراً من "قوات سوريا الديمقراطية"، وقوى الأمن الداخلي، وتشكيلات عسكرية تابعة للإدارة الذاتية، وعنصر واحد من أفراد "داعش"، ومدنيين.

الهول والانفجار

وتحيط أخطار أمنية بمخيم الهول الذي يؤوي عائلات أفراد التنظيم، التي ما زال أغلبها يحمل الفكر المتطرف، وبين جنبات المخيم يشب الأطفال على أفكار متشددة منذ عام 2019 تاريخ سقوط "دولة داعش". وجزم الناشط الحقوقي أحمد الشيخ من دير الزور بأن الهول في طريقه إلى الانفجار، وقال "إنه قنبلة موقوتة، وما هذه العمليات الأمنية التي تحدث بين الفينة والأخرى سوى إعادة ترتيب شؤون المخيم، وضبطه منعاً للانفلات".

ويعتقد الحقوقي الشيخ بأن "هذا المكان يفتقد إلى حال الأمان والاستقرار، حيث وإن كانت الإدارة الذاتية الكردية تسيطر عليه بدعم من التحالف الدولي، لكن فعلياً يسيطر عليه الفكر المتشدد من خلال زوجات القياديين أو رجال يتبعون لداعش، وذلك لاتساع المكان والأعداد الكبيرة فيه التي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، علاوة على افتقاده للخدمات اللازمة والتعليم والصحة وغيره من الدعم النفسي والثقافي". وأضاف "إذا ظل الواقع على حاله، فإننا أمام جيل جديد من داعش ما زال في الاحتجاز وينتظر الظهور مجدداً، وعلى المجتمع الدولي الإسراع، على رغم تأخره كثيراً، بالتدخل لإنقاذ هذا المخيم مما يدور فيه، وإلا السيناريو سيتكرر مجدداً إذا ما علمنا ما تحضره عناصر وفلول داعش بالانقضاض على المعتقلات والسجون والمخيمات لتحرير أكبر قدر ممكن من الكوادر، وهي لا تكف عن مسعاها. كذلك ينتظر هؤلاء تغييرات ميدانية طارئة تعيد الفوضى إلى المنطقة، للظهور مجدداً".
إزاء ذلك لا تعد عملية "الإنسانية والأمان" التي تنفذها قوات "قسد" إلا امتداداً لعمليات سابقة، وضمن إطار معرفتها الضمنية بالأخطار الجسيمة التي يضمها المخيم، إذ تمكنت "قسد" من تصفية القيادي البارز في "داعش" أبو عبدو العراقي في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023، حين دهمت خيمته وأردته قتيلاً قبل أن يعمد إلى تفجير حزام ناسف.

طرق شائكة

في هذا الوقت ما زالت قضية الإرهابيين الأجانب وعائلاتهم عقدة صعبة الحل، إذ تخشى الدول الأوروبية والعربية إعادتهم لديارهم حيث سينقلون وعائلاتهم الفكر المتطرف إلى مواطنيها، بينما يتحدث ناشطون عن أهمية إعادة دمجهم بالمجتمع وأتباعهم لبرامج إعادة تأهيل.
ويعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، مخيم الهول "تهديداً مباشراً" لأمن بلاده والمنطقة، وشدد في كلمة له ألقاها في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث رفيع المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب بنيويورك في يونيو (حزيران) 2023، على ضرورة تحرك دول العالم لسحب رعاياها من المخيم وتفكيكه.

عائلات أجنبية

إلى ذلك شهد مخيم الهول في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وقفات احتجاجية نفذتها نساء من زوجات القياديين في التنظيم المتشدد، في قسم يطلق عليه تسمية "المهاجرات" من غير السوريات، من أصول عربية وأوروبية وآسيوية، طالبن بالإفراج عن أزواجهن مع ترديدهن شعارات تؤيد "داعش".
ولم يسجل منذ مطلع العام أية عملية إجلاء للعائلات الأجنبية، واقتصرت العمليات في العام الماضي على إخلاء 450 طفلاً، إضافة إلى 120 امرأة فقط وفق سجلات دائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" المسؤولة عن عمليات التسليم للدول.
وأعلن عضو الهيئة الإدارية في دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال شرقي سوريا خالد إبراهيم أن "الإدارة الذاتية لم تتلمس أي موقف جديد من الدول التي انخرط مواطنوها في صفوف مرتزقة داعش لإنهاء الملف ككل، والمواقف غير الواضحة مستمرة، ولم يطرأ عليها أي تغيير يذكر".

وأعرب المسؤول بالإدارة الذاتية، بحسب ما نقلته وكالة "هاوار" الكردية، عن عدم التزام الأطراف الدولية المعنية بمسؤوليتها الإنسانية والحقوقية، وأشار إلى تداعيات تهربها على مستقبل الإقليم. وأضاف "إن ذلك يفرض عبئاً أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وقانونياً كبيراً على الإدارة الذاتية والمنطقة".

تعليقات

اكتب تعليقك